مقالة | الإعلان بين الوصول والتأثير في عالم الهواتف

الكاتب: XQ55

بسم الله الرحمن الرحيم

 

هذه المقالة عبارة عن وجهة نظري في نوعية الإعلانات المتواجدة في الشرق الأوسط في عالم الهواتف ولا تتجاوز هذا الأمر

 

مقدمة

قد لا يعرف كثير من رواد الموقع أن تخصصي الأساسي هو الإعلام وتحديدا العلاقات العامة والإعلان

وقد لا يعرف كثير من الأساتذة الذين تتلمذت على أيديهم أنني ضربت بعلمهم الحائط

فأحدث كتاب درسته كان متخلف على زمنه أكثر من عشر سنوات

لذلك أقدر أن أقول لكم أنني تتلمذت على يد الدكتور مكتبة جرير فكنت أدرس كتب الإعلان الأجنبية المترجمة والتي تناقض بعض ما ندرس أصلا

بل أن عددها في مكتبتي عشر أضعاف ما درست من كتب متهالكة قديمة

قد يكون طرحي هذا غريب على متابعي الموقع لكنه ليس بغريب على من يعرف وجهة نظري في ضرورة تحديث العلم

====

الفكرة؟

عندما تذهب شركة هواوي وتعلن لدى مغنية مشهورة للترويج منتجها هل بهذا الشكل تصل وهل ستؤثر؟

عندما تذهب شركة إلجي وتعلن لدى شخصية مشهورة في انستقرام هل بهذا الشكل تصل وهل ستؤثر؟

عندما تذهب شركة اتش تي سي وتعلن في الدوري الأسباني لكرة القدم هل بهذا الشكل تصل وهل ستؤثر؟

عندما تذهب شركة سوني وتضع هاتف اكسبيريا في فيلم جيمس بوند هل بهذا الشكل تصل وهل ستؤثر؟

====

أنواع الإعلان في ساحتنا

إعلان يصل ويؤثر

إعلان يصل ولا يؤثر

إعلان لا يصل ولا يؤثر

من جديد

درست في الكتب المتهالكة نوع من الإعلان يسمى الإستعانة بشخصيات مشهورة للإعلان أو للترويج لمنتج

لكن الكتب الأكاديمية الثقيلة ترفض هذا النوع بل وتحذر منه بأنه قد يهين المنتج أو قد يدمره

مثال1: لو أخذنا شخصية كوميدية للإعلان عن علاج لمرض سرطان الدم

مثال2: لو أخذنا شخصية جامدة مذيع أخبار للإعلان عن افتتاح رياض أطفال

 

قد تعلن وتصل لكن الجمهور لن يشتري لأن هذه الشخصية التي استخدمت في الإعلان ليس لها مصلحة أصلا في الترويج للمنتج فما شأن فتاة تضع المكياج في هاتف أو ما شأن طباخ في الإعلان لسيارة أو ما شأن شخصية كوميدية ثقيلة دم للإعلان لبطاريات؟

====

المشكلة

أجد شركة تدفع حرفيا 14 ألف دولار أمريكي للإعلان في الصفحة الأولى لجريدة ورقية تصدر ليوم واحد فقط وتستكثر دفع 1000 في المكان الصحيح

قد يرجع السبب في فريق التسويق غير المختص أو يرجع السبب إلى نوع الجمهور المستهدف

إذا مشكلتي اليوم بأن الإعلان للهواتف في الشرق الأوسط يوجد فيه خلل

====

قصة اختيار الكل / Select All

بشكل سريع كان هناك مرشح لمجلس الأمة الكويتي ضيف علينا في محاضرة عام 2005

وكان الدكتور الذي يدرسنا يقول هذا ضيفنا اليوم ونريد أن نعلمه ما معنى شخص مختص بالإعلان

فضحك المرشح وقال أسمع منكم

وكان الدكتور يشرح بأن من خلال دراسة الإعلان نقدر أن نصل للجمهور المستهدف والذي من خلال الوصول له نحقق نجاح الحملة

فقال المرشح ولماذا أصل للجمهور المستهدف؟

فرد عليه الدكتور وقال لكي تكون الحملة ناجحة يجب أن نحقق الوصول والتأثير بأقل تكلفة ممكنة وهذا عملنا

فرد المرشح لم أفهم ما هو عملكم بالضبط؟

قال الدكتور من جديد نحن نحدد ما يناسبك من وسائل إعلانية مثلا نختار أن تضع إعلانك في أنواع معينة من المناطق الجغرافية وفي أماكن محددة من بعض الأسواق والصحف اليومية والإذاعة وغيرها فنحن نعرف أين هو جمهورك ونوفر عليك المال

ضحك المرشح بشكل غريب جدا وقال كل هذه السنوات وأنتم تدرسون أين أضع إعلاني ببساطة سأختار الكل Select All

 

بصراحة خرج المرشح منتصر من المحاضرة فلم يكن هناك رد من الدكتور عليه

فبالفعل إذا لم يكن للمال إعتبار في الإعلان لا تتوازن الكفة

على ارغم من تواجد ردود في هذه الساحة لكن في حالة هذا المرشح لا يهم حتى لو وضع إعلان في جريدة الوسيط فقد وضع نفس الإعلان في مجلة سيدتي وجريدة القبس فلن يتأثر جدا

====

نرجع للفكرة

لا تقل لي أن حملة الفنانة الفلانية هو ما حقق بيع الهاتف الفلاني إنما اختيار الكل هو ما جعله ينجح في البيع

فنحن نشاهد إعلان هذا الهاتف حتى في أغرب الأماكن فوالله أنني وجدت إعلان هاتف في شاشة داخل الحمام في أحد المولات !!

====

أسئلة لدي إجاباتها

هذه كلمات أوجهها للمسؤولين في أقسام الإعلان في شركات الهواتف بعد احتكاكي بالكثير منهم

هل إعلانات الصحف مؤثرة إلى اليوم / يا رجل انا لم أقرأ صحيفة منذ عام 2000 ميلادي

هل استخدامك الشخص الغير مناسب فقط للوصول يجعلك تؤثر؟

لماذا تستكثرون دفع أموال لأصحاب الإختصاص

لماذا تصنعون شخصية بدعمها ماليا وبأحدث الاجهزة وتصنعون منها شخصية مشهورة وهي لا تعرف ألف باء هواتف

لدي أكثر لكن أكتفي بهذا

====

أصحاب التأثير أقل وصولا للناس

في عالم الهواتف قد تجد شخص لديه 20 ألف متابع تأثيره أعلى من غانية لديها 2 مليون متابع

فعندما تعلن الشركة لدى هذه الغانية وتؤثر على ألف شخص سيذهب هذا ال ألف شخص للشخص المختص ذو ال 20 ألف ويسألونه ما رأيك

====

نصائح لمن يريد أن يعلن للهواتف بشكل صحيح

1- كن على تواصل مباشر مع المدونين المؤثرين في المجال نفسه

2- كن على تواصل مباشر مع أصحاب وسائل التواصل المختصين في المجال

3- زود هؤلاء بالأخبار أول بأول وأجعل لهم أخبارهم الحصرية من خلالك

4- زودهم بهواتفك قبل تواجدها في السوق

5- لا تضغط عليهم وتجعلهم يقولون مميزات هاتفك فقط بل اترك لهم حرية التعبير

6- لا تتعامل مع المختصين بنظام تشغيل آخر مثلا جهازك يعمل بأندرويد لا تعطه من يتحدث بأبل

7- لا تصنع شخصيات وهمية تحترق بسرعة لعدم قوته تحملها فيما بعد بل تعامل مع من تجده شغوف متابع ومهتم بجهازك

8- لا تتعامل بشخصانية فالغالب على هذا المجال أخذ الأمور بشكل سريع للجانب الشخصي

9- لا تسمع من فلان عن فلان بل تعامل مع الآخر مباشرة بدون وسيط وأقصد المختصين في المجال فهناك زاوية لا تعرفها في الكواليس

====

ختاما

 

لم أكتب هذه المقالة بحثا عن تواجد تعاون تجاري بل أقول من الآن بأن أي تعاون تجاري معنا مرفوض ونحن موقع مستقل بدأ بفضل الله وسيستمر بفضل الله

 

وكتبت هذه المقالة لألفت نظر المعلننين للشباب العربي المختص والذي لم يلاقي ترحيب من قبلكم والذي هو الأولى بنشر المعرفة وأخذ الفائدة منها

أتمنى أن تكون الإعلانات للهواتف أكثر نضجا من الواقع الحالي

أتمنى أن يدرك المعلن أهمية المختصين في التأثير على قرار الشراء

أتمنى أن يدرك المعلن أن أقل قيمة مالية سيدفعها هي تعاونه مع المختصين فهم أصحاب التأثير